الثلاثاء، 7 أبريل 2015

الطريدة/خيال علمي/ ح 4 والأخيرة

الطريدة 4

·      اللوغاريتمة الأولى كانت تتعلق بملكة التمييز بين الأشياء على مر العصور ومن هناك انطلق العلم ، القدرة على التمييز
·      اللوغاريتمة الثانية كانت حول القدرات العاطفية على مر العصور ومن هنا انطلقت الحضارة المركبة ، القدرة على إبداع أنواع الترابط والتشارك
·      اللوغاريتمة الثالثة كانت تدرس التفكير المنطقي الذي طور العلم وكشف خبايا الكون على ورافق بينها على مر العصور
·      اللوغارتمة الرابعة كانت تستنتج مفاتيح الدماغ وإمكانات الولوج إليه ، على مر العصور.
-         "نعم هذا هو السبب" ! . .. - قالت الدكتورة -

كانت الدكتورة تفكر :
"إذا فالعالم ليس متضررا في العام 2221 على الوجه الذي ذكره 221221 .. فإما أنهم وصلوا للطريقة المثلى لإنقاذه أو أنه لم يهدد يوما بتلك الطريقة .. في كلا الحالتين هناك استغفال وتشويه للحقائق هناك !"
جمعت الدكتورة جميع الملفات التي تحوي كل ما كتبته على مدى أسبوعين ثم وزعتهما على المنضدة بعد توزيعهما على اربع ملفات في اللحظة التي كان الكمبيوتر يعيد قراءة كل شيء ، ختمت الدكتورة كل ملف برقم من الأرقام 1 و 2 و 3 و 4 .. كانت علامات الإعياء الشديد بادية على وجهها فهي لم تسترح إلا ساعتين من كل يوم على مر الأسابيع الماضية.
عادت للتفكير :
" ليس هناك ما يجعل التفكير مختلفا كثيرا في عام 2221 فأساسيات المنطق البشري تتغير بالتناسب مع التطور البيولوجي : أي بشكل بطيء جدا .. وذلك لن ينتج اختلافا كبيرا في الأسس المنطقية في هذه الفترة القصيرة  "200" عام.
لكن الكثير من المتغيرات قد حدثت بمعزل عن التطور البيولوجي .. يشبه الأمر تغير منطقنا – العلمي - بشكل ملحوظ بعد النظرية النسبية .. ثم بشكل أكبر بعد ميكانيكا الكم .. وأخيرا بعد النظرية M "
بدأت في كتابة شيء ما على ورقة واستمرت وكأنها وجدت شيئا جديدا في ركام الافكار كانت تبحث عنه، وفي هذه اللحظة دخل مصطفى وقد أكد اكتمال التجربة بنجاح 80% ، ناولت الدكتورة مصطفى ورقة كتب عليها
"ضع الكمبيوتر في الحجيرة وأغلقاها بإحكام ثم فرغاها بالنسبة التي تستطيع من المادة و الطاقة .. لقد حللت اللغز"
وضع مصطفى الكمبيوتر في الحجيرة وجلسا يحملقان في شاشة عرض قريبة منهما تنقل ما يحدث مباشرة في الحجيرة .. كل شيء طبيعي والكمبيوتر في مكانه .

***
اجتمع الصديقان قرب الدكتورة وقد ضاقت بهما الغرفة والزمن وقد شعرا بمرور كل ثانية كما لو كانت ساعة كاملة ، نظرت إليهما وسحبت نفسا عميقا وبدأت بإلقاء ما في جعبتها في أيديهم :
-         لماذا يرغب العالم في  المستقبل وهو متقدم جدا في مساعدة مني أو من آنشتاين أو من غيرنا .. وكل القائمة التي شاهدت هي من العلماء النظريين ؟ !
لقد ارسلوا كمبيوترا بإمكانه لوحده تدمير عالمنا كله والتلاعب به فكيف يرغبون بمساعدتنا في أمور لها علاقة ماسة بحياتهم ولديهم من القدرة ما لا يمكن أن نتخيله ، هذا اذا اعتبرنا أن الكمبيوتر الذي بين يدينا اليوم ليس سوى نموذجا بسيطا عن ما عندهم  ؟!.
لقد ظننت بسذاجة سابقا أن بإمكان مجال مغناطيسي متردد يصدر نبضات قوية أن يوقف كمبيوترا خارقا.
ويظن مصطفى الآن أن غرفة فارغة من المادة والطاقة ستوقفه .. انظروا ايها السادة إلى هذه الملفات الأربعة المطروحة على المنضدة.
كانت الملفات مطروحة بانتظام ومرقمة وفي تلك الاثناء اختفى واحد منها وبالتحديد رقم 4  بشكل مفاجئ وسريع كأنه تبخر .. حينها أمسك محمود بالمنضدة وصاح في خوف فيما ظل مصطفى مركزا نظره عليها والملفات الثلاثة مطروحة بانتظام دون أن يتأثر أي منها . .. عادت الدكتورة للحديث وأشارت إلى شاشة العرض القريبة منها  :
-         انظرا الآن إلى الحجيرة المفرغة التي وضعنا الكمبيوتر داخلها .. لا أثر له.
لقد خدعني الكمبيوتر في المرة الأولى حين بحثت عن ثغرات فيه وهو خطأ لم يتكرر بعد ذلك لأنني ركزت لاحقا على خروقات العقل الذى مصممه، لذلك أخطأت في المرة أولى ونجحت في الثانية ،
كان الجهاز مصمما بتكنلوجيا قادرة على امتصاص النبضات المغناطيسية وهو أمر لم أتوقعه في لحظة السذاجة السابقة ..  "طبعا" .. كيف لم أفكر في هذا الامر حينها فسلاح النبضات المغناطيسية هو سلاح تقليدي جدا بالنسبة لهم كما الفأس بالنسبة لنا اليوم  .
-         كيف كنت واثقة أنه كاذب رغم أن أسباب الشكوك كانت غير قوية ؟! ــ قال محمودــ
-         لقد ارتكب الكمبيوتر  أكبر خطإ كارثي يمكن أن يرتكبه احد .. لقد قدم معلومتين متضاربتين، فأثناء عرضه لآنيشتاين في المرة الماضية قال أن التاريخ كان 13 يوليو 1945 في الوقت الذي تناول آنيشتاين الصحيفة والتي كتب على غلافها خبر عريض عن اسقاط القنبلة النووية الأمريكية واستسلام اليابان ، أي بالتأكيد بعد 6 أغسطس .
-         تابعي ــ أشار مصطفى ــ
-         لقد اكتشف الكمبيوتر أنني كشفته في الكلمة المفتاحية المبرمجة للخداع وهي "حسنا" لذلك استبدلها بكلمة قريبة منها وقعا "طبعا" .. وقد صرحت أمامكم أنني مقتنعة تماما بصدق روايته وهو تصريح متعمد فهو لن يصدقه بشكل كامل وهنا تبدأ الثغرات والاخفاقات البشرية في الظهور على الآلة التي صنعوها .. فقد قررت أن اتوقف عن مطاردة حقيقته وقمت بتبديل الأسلوب .. فصرت أنا الطريدة !.
 كنت راغبة في شغل بعض تفكيره بالشكوك حول تصديقي من عدمه.
سألت نفسي لعدة ليالي عن ماذا يبحثون ؟ !.. فإسهامي الوحيد – الملفت - في ميدان العلم كان في الهندسة الدماغية المنبوذة علميا، وكنت أوشك على انهاء اللوغاريتمة الثانية وكان الكمبيوتر مهتما بمتابعتها معي .. وأتت "طبعا" مرة أخرى حين قال لي أنه مهتم بانهائي لعملي كي اصفي البال لمساعدتهم عن طريق نظريتي العظيمة - ثم ابتسمت في سخرية - ، إذا .. كان يريد شيئا له علاقة باللوغاريتمات التي أعمل عليها .. وقد اتضح لي أن ادراكهم متقدم حول عملي غير أنهم يجدون ثغرات فيه، فربما قمت بإنجاز تلك النظريات في المستقبل غير أن ملفاتها تدمرت أو اختفت من زمنهم ، لذلك عادوا للبحث عنها .. وهنا كانت اللوغاريتمة الثالثة قد اكتملت تماما بمساعدة كبيرة من الكمبيوتر ، بدأت باستخدام اللوغاريتمات الثلاثة مع تحديد متغير الزمن عند 2221 وكانت النتيجة رائعة .. لقد أعطتني دائما نتائج متوقعة وحقيقية.. لكن من بين ما أعطتني هو قدرتهم على تصميم نظام الكترومغناطيسي للسيطرة على بعض السلوك البشرية في تخفيف الجريمة وزيادة الانتاج لكنها تبقى ناقصة فهي تعمل عن طريق ممارسة ألعاب عاطفية تزيد السعادة مما يقلل من العنف .
لكن ماذا لو اكتملت هذه التكنلوجيا ؟ ! ماذا لو صاغت نظاما يمكنه السيطرة الكاملة على دماغ الإنسان ؟ !
"لو تم إرسال هذا الكمبيوتر إلي فهو في سبيل شيء كهذا" .. لذلك قررت القيام بنشر ورقة تعريفية بأبحاثي وركزت فيها على اللوغاريتمة الرابعة التي ابتكرتها ذلك الوقت مباشرة، لكن الكثير من الحديث عنها والقليل من العمل عليها لم يكن ليكون مقنعا .. لذلك بدأت في العمل عليها بجهد دؤوب وقد نجحت .. لقد صغت لوغاريتمية بإمكانها اخضاع دماغ الإنسان بشكل كامل لو حظيت بالتكنلوجيا اللازمة، وهذا ما كان يريده الرجل الجالس خلف الكمبيوتر: لوغاريتمة كاملة عن طريقها وبواسطة بعض التكنلوجيا المتقدمة نسبيا في الالكترومغناطيسية يمكنك إدارة مدينة كاملة من البشر عن طريق لوحة المفاتيح .
-         إذا سلمتهم سلاحا للسيطرة على عقول الناس ـ صاح محمود ـ
-         ليس الأمر كذلك - تابعت الدكتورة - .. لقد سلمته نسخة تحوي الكثير من الثغرات التثويرية، لن يكتشف الثغرات التي فيها إلا بعد فترة حين تبدأ الأوامر التحكمية بأداء عكسي.. سيظن أنه فيروس دخل على النظام ثم سيحاول تصليح الخلل من خلال الطرق الأمنية في اغتيال وتصفية أي بشر يتمتع بالوعي لكن حينها سيكون كل شيء قد بلغ النهاية ... ستتحطم التكنلوجيا الخاصة به تماما وسيجد نفسه أمام شعب غاضب واع بالخدعة التي كان تحتها
-         هل تعرفين من هو ؟

-         لا ... لكنني أعرف أنه شرير جدا .. جدا !

الأحد، 5 أبريل 2015

الطريدة/ خيال علمي / ح3

الطريدة 3

نجح وينبرغ وعبد السلام وشلدون غلاشكو في تفجير اللغز الأول في دمج القوى الجديدة في عالم المعرفة : القوة الضعيفة والكهرومغناطيسية "الكهروضعيفة"، لقد كانوا مجرد حلقة من مسلسل الجوع الكبير للمعرفة والذي يزداد دائما.

كانت الدكتورة زينب ذات الأربعين ربيعا أكبر حالمة في عصرها حين بدأت تفكر بطريقة جديدة وغريبة إثر مشروعها المهتم  بلوغاريتميات الدماغ البشري .. وكلفها الإيغال في المشروع والإصرار عليه سمعة غريبة بين زملائها في الطبقة العلمية كمهووسة بالشذوذ العلمي واختراع مواضيع غريبة لا علاقة لها بالعلم بالنسبة لهم .. كما تلقت الدكتورة في نفس السياق إنذارات كثيرة من إدارة الجامعة العاملة فيها.
 قاتلت الدكتورة فترات كثيرة بفضل تصميمها وإرادتها ثم بالدعم القليل الذي حظيت به من قبل بعض الأوجه العلمية الغريبة المشابهة لها وكان من بينهم الدكتور مصطفى الذي يجري أبحاثه الخاصة بتمويله الخاص واستغلالا للعقارات والمنشآت التي ورثها عن أبيه.
***
في اليوم الموالي كانت الدكتورة في شقتها الواقعة في عمارة وسط المدينة ويبدو أن 6 ساعات مضت عليها وهي في حوار شاق مع لوحة التطبيقات التي تطور عليها تصوراتها في اللوغاريتمات التي تعمل عليها ، كانت جالسة وتتحسس الكمبيوتر ثم خاطبته بقرارها:
-         221221 لقد اخترت فريقي للمهمة التي تطلبها الأرض عام 2221 وهذا يمكن اعتباره إشعارا بموافقتي على التعاون .. الآن أخبرني ما لمطلوب.
-         طبعا.. لنبدأ من النهاية : إن تأثر الطبقة المركزية للأرض المكونة من الحديد والنيكل المنصهران في قلب الأرض فإن نقصان كميتها يخلق مجالا مغناطيسيا غير مستقر يدور في دوامة من توالد المجالات الكهربائية والمغناطيسية بطريقة متناوبة .. الأمر الذي سيجعل درع الأرض غير مستقر فتزداد قوته إلى أقصى درجة ثم تتناقص إلى أدنى درجة في وقت وجيز وأحيانا يصل الوقت لساعتين .. يبدو إذا أن الأرض ستنقذها فقط تكنولوجية تضبط التغيرات وتعيد مجالا مغناطيسيا ثابتا للأرض لحمايتها وبنفس قوة مجالها السابق.
-         يبدو لي الأمر ممكنا إن تم حساب التغيرات بشكل دقيق ثم تطبيق المجالات المعاكسة بالأسلوب الجيبي المعهود ــ قالت الدكتورة ــ
-         طبعا، .. يبدو هذا حلا ظرفيا وقد تم العمل عليه لكنه ليس نهائي فليس هناك من الطاقة الآمنة ما يكفي لإبقاء المجال ثابتا بالطريقة الجيبية التناسبية مع التغيرات اليومية،  هناك دائما أضرار بالحياة وبالأرض.
-         ماذأ نفعل إذا ؟ !
-         طبعا،,, عليك أن تحاولي التفكير معنا .
-         الطاقة المظلمة ، لا شك أن التكنولوجيا عندكم صارت تسمح باستخدامها بشكل كبير وآمن،
-         نعم لكن في نطاقات قليلة، نحن نستخدمها في الصناعات المحدودة فقد أكدت حساباتنا إن استخدامها في صناعة مجال مغناطيسي ثابت للأرض سيجعل الأرض تلتطم بالشمس بعد أربعين ألف سنة من لحظة بداية التجربة.
-         إذا نحتاج تكنلوجيا مستقبلية ربما نعثر عليها عن طريق اللوغارتمات الدماغية، فهي قد تؤمن لي فهما أوسع بما قد تفكر في الأجيال القادمة بشكل أكثر دقة .. إنها محاولة للتفاعل المنعش مع العقول المستقبلية، سأحتاجك وستعمل معي ربما 3 أسابيع لوضع التصور النهائي لإكمال هذا المشروع وسأساعدكم في المقابل .
عادت الدكتورة للغرق في تفكيرها وهي بانتظار الزائرين الذين ضمتهما لفريقها في إنقاذ عالم 2221، ودخل الصديقان محمود ومصطفى وقد ظهرت على الأخير علامات الإعياء الشديد وحاول كفاحه بالبدء في المطبخ حيث أعد قهوة مركزة.
أوضحت الدكتورة ببساطة للصديقين أنها كانت مخطئة في ظنها السابق وعن عزمها على مساعدة العالم في المستقبل.. ثم همست في صوت خفيت :
-         لقد استخدمت تحليلا انطباعيا متسرعا ربما لأني أكره عبارة "حسنا" ـ ثم ابتسمت ـ
كان عليها التأكد من أن فريقها الذي اقترحته على الكمبيوتر 221221 مستعد للمضي قدما وبعد أن سمعت الموافقة منهم كان عليها أن توضح لكل منهما ما عليه عمله .
كان على مصطفى أن يعود للتجارب حول محاولاته تصميم فراغ كامل مسحوب الطاقة وأن يحضر تلك الحجيرة في ظرف اسبوع أو اثنين ، وكان عليها أن تكمل مشروعها حيث تتوقع أن يساعدها في ذلك 221221 ..  ولم يبقى على محمود إلا أن يبقي فمه مطبقا بشكل كامل لكنه حاز إيماءة غير مفهومة من الدكتورة التي أعطته ذلك الاعتبار الرمزي الخادع كمنقذ للعالم ، وطبعا ما كانت لتتركه يجد الإحساس بلا أهميته في الموضوع فقد اقترحت مهمات جديدة غير مفيدة ـ كما توقعت ـ كجمع الجرائد التي تنشر أخبار الطقس في السنوات الأخيرة.

مر يومان .. ثلاثة أيام .. أربعة ... أسبوعان ، وانتهى كل شيء .

الجمعة، 27 مارس 2015

الطريدة /خيال علمي / ح 2


الطريدة 2

"الثامن عشر ابريل 1955 كان هو موعد الاستقالة النهائية من مجال العلم عند آنيشتاين فقد لفظ أنفاسه الأخيرة وهو ممسك بدفتره وقلمه العنيدين الذي رفضا الرضوخ لمحاولاته المريرة للتوحيد بين القوانين الكبرى للفيزياء بعد أن حطمت حضوره العلمي نظرية فتية مفعمة بالفوضوية، أنفق آنشتاين ملايين الدقائق في محاولة التوحيد ومات قبل حدوثه ."

أفاقت زينب من حالة الاندماج العالية مع الكمبيوتر الخارق وتذكرت أن لديها صديقين موجودان في نفس المكان .. التفتت بسرعة وخاطبتهما قبل أن يتحدثا :
-         نعم الأمر كما شاهدتما تماما .. وهو ممكن الحدوث وبشكل طبيعي، تحتاجان فقط أن تنالا قسطا من الراحة وتتركا الذعر البادي على وجهيكما وخصوصا أنت يا صديقي – و أشارت إلى محمود - .. ما يطلبه الموقف بشكل ملح هو البقاء هادئين وأن لا نترك أي فرصة لأي شخص أن يعرف بما بين يدينا .
ثم خاطبت الكمبيوتر
-         221221 أريدك الآن ان تعيد التشكل على تصميم فلاشة جيب .
وبطريقة سريعة اختفى الشكل السابق للكمبيوتر وتحول إلى فلاشة رمادية نحت عليها الرقم 221221 بشكل فني يميل لأسلوب الزخرفة العربية الأثرية ولفته الدكتورة في حقيبتها.
كان محمود يعي أن يومه ذاك هو أغرب يوم عاشه في حياته السابقة كلها ..  لقد سمع عن السفر عبر الزمن كمرويات خيالية ماتعة وعاش متعة القصص والأفلام التي شاهدها عن الانتقال الآني للأجسام.
خطى محمود خطوات بطيئة نحو الباب ثم عاد وسأل مصطفى عن مكان دورة المياه .. ثم تبع الإشارة في خطوات متثاقلة كمن لا يشعر بأي عضو منه واختفى في المنعطف الأيمن.

 همست الدكتورة زينب لمصطفى بصوت منخفض مسموع :
-         حاول أن تحافظ على صديقك في الوضع الصامت .. حاول أن تدعوه للإقامة معك لأيام ليساعدنا في مشروع إنقاذ المستقبل فثرثرته قد تفسد كل شيء .
كما أريد منك أن تعمل في معملك على تحضير حجيرة تغذى بنبضات مغناطيسية قوية بتردد سريع.
كان المعمل الصغير ،الذي يواظب مصطفى على إجراء أبحاثه التجريبية فيه، عبارة عن رواق وثلاثة غرف من الخرسانة العازلة للصوت في طابق أسفل الطابق الأرضي .. كان قطاعا معزولا بشكل كامل عن باقي المبنى.
تعود مصطفى إجراء بعض التجارب المتعلقة بمشروعه الهادف لتصميم بطاريات صغيرة تستخدم الطاقة النووية الضعيفة و يرى فيها ميزة توفير طاقة غير محدودة إذا ما نجح في بتصميمها بشكلها الآمن .. ولذلك صمم مختبره على ذلك المنوال المراعي للسلامة.
بدأ مصطفى بالعمل على تنفيذ طلب الدكتورة لتوفير الحجيرة المطلوبة في الغرفة رقم1 .. وكانت الدكتورة قد غرقت في التفكير على مقعد البيانو المعزول في أحد أركان الرواق ثم بدأت في قرع أزرار البيانو عازفة مقاطع صوتية متزايدة الترددات حتى الزر الأخير ثم تناولت الفلاشة من جديد ونادت باسم الكمبيوتر فعاد للتشكل من جديد وخاطبها دون مقدمات :
-         دكتورة زينب .. اريد تذكيرك أن النبضة المغناطيسية الشديدة قد تجعلني غير قادر على إجراء تواصل بينك مع حلقات العلماء وبالأخص عالمك المفضل "آنيشتاين"
ثم بدأ ببث فيديو معكوس على الجدار القريب فظهر العجوز آنيشتاين في مكتبة منزله بنيوجيرسي وهو يمشي ذهابا وجيئة وقد اشتد احمرار التبغ على رأس غليونه .. يبدو مرتبكا وقلقا ويقطع مشيته المضطربة حين يهم بتدوين ملاحظات على السبورة الكبيرة دوريا،
صاحت الدكتورة زينب في الكمبيوتر :
-         هل يمكن أن أكلمه ؟ !
-         ليس الآن
-         متى؟ !
-         .. حسنا! .. هذا الفيديو من 13 يوليو1945 وآنيشتاين يشعر بالاضطراب والخوف على مصير العالم والدموية التي وصلت لها الحرب العالمية الثانية .. هل تظنين أنه وقت مناسب للتواصل يا دكتورة ؟!
-         ليس مناسب فعلا .. تابع العرض فمشاهدته تجعلني أكثر الهاما وأنا فعلا بحاجة للإلهام في هذا الوقت بالذات ..
عاد محمود وانضم للدكتورة في ركنها وتابع الفيديو بصمت وقد زال الكثير من ملامح دهشته السابقة قبل دقائق .. وإثر محاورة مقتضبة مع الدكتورة فهم أن العرض ليس سوى نقل لحظي مباشر قادم من الماضي البعيد لأكثر شخصية حضورا في مجال العلم وأثناء متابعة العرض كانت الدكتورة توضح له كيف يمكن أن يحدث ذلك .. وفي تلك الحظة قرر العالم الكبير الجلوس وتناول قهوته المسائية ثم بدء بتصفح جريدته بترقب .. هنا توقف العرض فجأة .
اعتذر الكمبيوتر عن الانقطاع المفاجئ وبين أن النقل توقف بمشكلة متعلقة بالطاقة ، وفيما كانت الدكتورة تهز رأسها موافقة (رغم ما كانت تحاول اخفاءه من استغراب) أخبرهم مصطفى أن الغرفة جاهزة فحملت الدكتورة الكمبيوتر و مشى الثلاثة باتجاه الغرفة وفي داخلها وضعت الكمبيوتر على الطاولة في المنتصف .
نظرت الدكتورة في ساعة يدها وهاتفها فوجدتهما معطلان تماما ، وكان نفس الأمر قد حصل مع محمود ومصطفى .. هنا بدأت الدكتورة تدور بالطاولة وهي تردد بشكل مكرر سريع وبنبرة ساخرة عبارة "حسنا".. "حسنا" ! :
-         عزيزاي أتوقع أننا أمام حالة خداع معقدة مسافرة عبر الزمن .. هذا الكمبيوتر غير صادق حسب ظني في الكثير من المعلومات التي قدم .. لقد تمت برمجته بطريقة متقدمة جدا عما يمكن أن تتخيلاه ومن بين ما تمت برمجته عليه الخداع .. لذلك يضع كلمة "حسنا" كلما أراد أن يتصرف من خلال برمجته المعقدة في حياكة قصة كاذبة .. الكمبيوتر قدم لنا بعض الحقيقة لكنه يخفي الكثير مما عليه العالم في 2221 .. و "حسنا" هذه بالنسبة له هي كلمة مفتاحية للتصرف بالخداع لإخفاء المعلومات التي لا يرغب بمشاركتها معنا .. لذلك نحن في فخ خطير والمستقبل في فخ أخطر ربما .
-         ليس ما سأقوله بغرض إنكار ما قلته يا دكتورة فقد شاهدت أكثر الأشياء غرابة في حياتي تحصل اليوم .. لكنك أطلعت الكمبيوتر على اكتشافك الرائع هذا وهو متقدم علينا جميعا – قال محمود--
ردت الدكتورة بسرعة :
-         لا خوف من ذلك .. فالكمبيوتر الآن مصاب "بالصداع"، النبضات المغناطيسية تجعله في حالة خدر تام وربما تعطل .. علينا الخروج والتفكير في السيناريوهات المحتملة لحقيقة المشكلة التي نعاني منها الآن أو يعاني منها العالم في المستقبل .
أما بالنسبة لي فلدي حافز جديد على العمل بشكل أقوى على مشاريع لوغارتميات الدماغ .. لقد أوشكت على الاستسلام من حجم الاحباط الذي أحاطني به الجميع .

سحبت الدكتورة الكمبيوتر وهي تهم بالاحتفاظ به وطلبت الاذن من الصديقين الواقفين وعللت احتفاظها بالكمبيوتر بضرورة فحصه لمعرفة المزيد حوله . 

الأربعاء، 25 مارس 2015

الطريدة / خيال علمي / حلقة 1

الطريدة1
1
"في يوم ما من عام 1665 كان نيوتن يضع القوانين الآلية التي تحرك الكون المشاهد، لكنه كان غير راض بشكل نهائي عن نظريته لأنها لا تفسر حقيقة القوة المركزية التي كشف عنها، قضى السير اسحق نيوتن بعدها ملايين الدقائق في ممارسة أنشطة تميل للسحر واستحضار الأرواح وتعتمد الأفكار الشبحية"

كان محمود يراقب مذياعه الرمادي ذي الطراز القديم، الذي ربحه صباح ذلك اليوم من محل تجاري بوصفه أفضل زبون لذلك ، كان يراقبه عن كثب وقد أخذت منه الدهشة مأخذا كبيرا فهو أمام ظاهرة متفردة لم يسبق لشخص ما أن لاحظها أو جرب حدوثها .
لقد كانت الكلاندرية المعلقة على الجدار تشير إلى يوم 20 يناير 2021 بينما كان المذيع في المذياع يقدم نشرة اخبارية عن مجريات الأحداث التي حدثت يوم 20 ديسمبر 2021 .
فتح محمود كمبيوتره بسرعة محاولا اكتشاف تاريخ اليوم بشكل أدق من شبكة الانترنت فتبين له أن تاريخ الكلاندرية تاريخ صحيح فشعر بانقباض قوي أسفل المعدة وبدأت دقات قلبه تزداد بعنف شديد وبدأت عشرات الأفكار تغزو رأسه الكسول في سرعة واضطراب وفجأة تذكر زميله مصطفى الذي طالما وصفه بالمخبول.
مصطفى صاحب مختبر غريب يعطي انطباعا غريبا شبيها بالانطباع الذي تتركه المقابر الفرعونية في نفوس الزائرين حيث يمكنك أن تتوقع كل الغرائب في وكر الرعب والغرابة ذلك .. تناول محمود المذياع ولفه في قطعة جريدة وخرج يهرول من باب الشقة ولديه شعور أن هذا الشيء الذي يحمله ينتمي في غرابته للمكان الذي يعمل فيه صديقه مصطفى.
كانت دهشة مصطفى أكبر من محمود حين أعاد ضبط الراديو على عدة محطات زمنية "25/فبراير/2026" ... "17/يناير/2030"  ... وبدأ الصديقان يحملقان في بعضهما غير مصدقين لما يسمعانه ولوهلة فكر مصطفى بصوت مسموع :
-         هل من المعقول أن هذا حدث فعلا ؟!
اكتمل تصديق محمود بحدوث الأمر ولم يعد يخالطه ذلك الشك المخيف الذي شغله طول الطريق في أنه يتخيل كل شيء، ثم بإلحاح بدأ يستجدي توضيحا من مصطفى الذي لديه علم عميق بأشياء كثيرة من بينها علم الفيزياء :
-         ماذا يحدث ؟ ... اخبرني بالله عليك يا مصطفى .
وفي اضطراب مشوب بالريبة تتابعت كلمات مصطفى بتراخي وحذر :
-         يبدو أن هذا الراديو يلتقط إشارات أثير مستقبلية !
بدا الأمر أقل غموضا لمحمود فهو كان يستمع قبل قليل لنشرات إخبارية لا تنتمي لأي زمن ماض أو حاضر... ولعله لم يكن ينتظر هذه الإجابة.
-         نعم يبدو الأمر كذلك .. لكن كيف ؟!
وحين أكمل محمود سؤاله كان مصطفى قد جلس على كمبيوتره الخاص وبدأ بطباعة رسالة مسرعا ومضطربا على البريد الالكتروني .
-         إن كان هناك أمر ما يمكن فهمه في هذا العصر يخص هذا الجهاز فسنعرفه من خلال الدكتورة زينب .. ثم تابع مصطفى ..
الدكتورة زينب هي إحدى العقول المتطرفة في علوم الفيزياء والرياضيات وقد مارست هوايتها الغريبة والغير مقبولة بمعنى ما في المجتمعات العلمية مما جعلها شبه منبوذة بسبب طموحاتها الغير مقبولة لدى "بسطاء" العقول – كما تسمي هي نفسها المجتمع العلمي - .. ذات عشاء قابلتها وتعرفت عليها، أخبرتني عن مشروعها العلمي الكبير! .. وهو غريب نوعا ما فهو متعلق بصيغ رياضية لعمل الدماغ البشري وتطلق على المشروع "لوغاريتمات الدماغ"  .
-         لا يبدو لي مشروعا غريبا خصوصا لك أنت ــ قال محمود وهو يبتسم في حذر ــ
-         نعم يبدو عاديا!،  لكنها لا تقصد الدماغ البشري اليوم فقط .. فاللوغارتمات التي تحلم بها الدكتورة زينب ترسم خريطة دماغية بدلالة الزمن متوقعة لقدرات الدماغ البشري على مدى ألف عام في المستقبل .
هنا عادت لمحمود بلاهته المعهودة وصاح :
-         ألف عام !!!  .
-         نعم .. ألف عام! ولا تعتبرها الدكتورة غريبة بدرجتك هذه، فهي تطمح للوصول إلى أبعد من ذلك ، ربما مليون عام .
في تلك اللحظة كان منبه البريد الالكتروني يطن طنينا خفيفا وفتحت رسالة رد أوتوماتيكية:
"لقد حددت موقعك وأنا في الطريق"

تابع مصطفى باهتمام وبحركات أنيقة فيما استمرت علامة البلاهة تزيد في نظرات محمود :
-         تعتقد الدكتورة اعتقادا غريبا آخر وهو أن الكثير من الأشياء التي نقوم بها اليوم أو نكتشفها أو تدخل في مجالات العلوم خصوصا تلك القفزات القوية والنظريات الجريئة ليست سوى معلومات قادمة من المستقبل بطريقة مقصودة .. أي أننا نخترع الأشياء لأن أحفادنا المستقبليين وجدوا طريقة ما لإرسال معلوماتها أو تسهيل فهمها لنا.
-         مجنونة !
-         لكن جهاز الراديو يقول شيئا غير ذلك !
دخلت الدكتورة زينب مسرعة ولازالت على رأسها قبعة الحماية الخاصة بالدراجة وصاحت مع دخولها طالبة رؤية الراديو .. كان محمود في ذلك الحين يقترب مادا يده محاولا مصافحتها وقد حمل مصطفى الراديو اثناء ذلك فيما مرت الدكتورة بسرعة متجاهلة مصافحة محمود وانتزعت الجهاز من مصطفى وبدأت في تفحصه بشكل مكثف ثم تمتمت بملاحظات غير مسموعة !
-         هذا ليس راديو .. هذا كمبيوتر مستقبلي – قالت الدكتورة -
-         هل يمكن توضيح ذلك اكثر؟ ــ قال مصطفى ـــ
-         نعم بالتأكيد ... هل يمكن أن تناولني مقعدا لو سمحت .. حسنا، انظر .. كامرتين بمجموع زوايا 720 درجة وهو ما يعني لفة زمكانية .. ليس هناك مزود طاقة .. لا بطارية .. ولا مكان للشحن .. لكن هناك خرطوما داخليا بنهاية مدببة مع بطانة محول .. الكمبيوتر يتقن استخدام الطاقة المظلمة الكمومية .. هذا الشكل ليس الشكل النهائي للكمبيوتر والوحيد.
كان محمود يهز رأسه في بلاهته الموهمة بفهم ما يقال ، ثم سأل كمن وجد نقطة معتمة عصية على الفهم في شرح الدكتورة :
-         مادام كمبيوترا من المستقبل فأين لوحة المفاتيح ؟
التفت الدكتورة وحدقت فيه من فوق نظاراته:
-         لماذا لوحة المفاتيح ؟! .. الكمبيوتر المستقبلي بإمكانه الكتابة بتلقي النصوص تسجيليا .. الآن لنعد تشغيله ولننظر ماذا قد نجد أيضا ..
بدأت الدكتورة بتقليب الجهاز باحثة عن زر التشغيل وحدثت مفاجئة كبيرة بصدور صوت مفاجئ من الكمبيوتر:
-         أهلا دكتورة زينب ..  منذ ثلاثة أيام أبحث عنك .
عاد الذهول من جديد لمصطفى ومحمود وظلت الدكتورة منتصبة في مكانها دون أن تتغير تعابير وجهها وبدأت في التحادث المباشر مع الكمبيوتر :
-         هل يمكنني معرفة ما اسمك ؟
-         اسمي 221221 أنا الكمبيوتر الأول من نوعي
-         كيف عثرت علي ؟
-         كانت البداية من المنزل 5 من القطاع ب في مدينة الخرطوم العلمية ، يبدو أني وقعت في خطإ حسابي طفيف فقد أكدت حساباتي أنك متواجدة هناك الآن وحين وصلت وجدت أن هذه المدينة العلمية العظيمة لم يتم بناؤها بعد، كان علي اعادة فحص كل قواعد البيانات على الأرض لوضع خطة للوصول إليك .. عثرت على صور كثيرة لك وعدة ارتباطات مع الكثير من صلات الربط الممكنة لذلك حددت الطريق الأمثل عن طريق محمود الذي يحب جمع الأشياء العتيقة ثم مصطفى صديقه الذي تربطك به اتصالات سابقة فقد أثرت فيه بشكل عميق بأفكارك ودراساتك التي يظنها غريبة وحالمة... اخترقت قائمة المبيعات في أكثر متجر يتردد عليه محمود ووضعت رقمي التسلسلي في قائمة المبيعات العتيقة ثم على نفس المنوال حددت رقمي التسلسلي كجائزة لأحسن مشتري من المتجر لذلك العام ، وعن طريق الانتقال الآني كنت في المكان و الوقت المناسبين وعلى شكل مذياع عتيق .. وكنت راضيا بنسبة 50% حين كنت بين أشياء محمود وبدأت بتمثل النشرات الاخبارية المستقبلية التي جعلته يرتعب ثم يبحث عن الإجابات من صديقه مصطفى الذي سيلجأ إليك فأنت الوحيدة التي ستستمعين لهذه القصة الغريبة ! .
-         مبهر .... ما  هي مهمتك ؟
-         نعم ؟ .. حسنا!، يبدو أن المجال المغناطيسي للأرض سيدخل مرحلة الحرج الكارثية مع منتصف القرن الثالث والعشرين .. وهذا المجال -  كما تعلمين –  لو تضاءل أو اختفى سيجعل الأرض فرنا ساخنا بسبب عبور أشعة الرياح الشمسية للغلاف الجوي وستكون الحياة مستحيلة، كما سيسبب قبل ذلك وفي اللحظات البدائية له تشويشا كاملا على كل الأجهزة الألكترونية مما يعني بالمجمل غياب العلم .
-         كيف يختفي المجال المغناطيسي إذا كان يعتمد على الحديد والنيكل المنصهران في قلب الأرض، واللذان يعتبران أكثر المعادن استقرارا وثباتا ؟
-         ..حسنا!  أنت تعلمين حالة الجشع التي تميز الانسان والتي تستمر في الزيادة دائما كلما عرف أكثر .. لقد تأسست شركات تمتلك تكنلوجيا متقدمة في استخراج المعادن من نواة الأرض والتي كان الذهب والنحاس فيها مركزان بشكل كبير على عكس ما هو متوقع .. ولقد دمرت تلك الاستخراجات المتكررة والغير مراقبة توازن المجال المغناطيسي الطبيعي للأرض ، وحلت الكارثة
-         بماذا يمكن أن أساعد ؟ !
-         ..حسنا! لقد أرسلنا عدة حواسيب لعدة علماء عظماء  في التاريخ ممن يمكنهم فهم ميكانيزمات السفر عبر الزمن ، أي علماء ما بعد النظرية النسبية بمن في ذلك آنيشتاين نفسه ..
نعم نحن نعرف مدى شغفك بهذا العالم لذلك هذه فرصة كاملة للتواصل معه صوتا وصورة فهو الآن جالس في مكتب براعات الاختراع بسويسرا ويحاول صناعة العظمة عن طريق نظرياته المجنونة التي تشبه لوغاريتمات الدماغ الخاصة بك .
أما ما يمكنك أن تساعدي به فهو الاستشارة على أن اخبرك بالتفاصيل فيما بعد.
كم هو بديع أن كل جهود العلماء الكبار على مدى قرنين ستصهر في مشروع علمي كبير لإنقاذ الأرض .. أليس هذا أمر مذهلا !.
-         مادام الأمر كذلك ..  فسأكون مسرورة بمشاركتكم في مشروعكم العظيم بعد دقائق من الحديث مع آنيشتاين.

-         حسنا لا يمكنك الحديث معه الآن لكن سأعرض لك نقلا مباشرا من جولاته في مكتب شقته بزيورخ وهو يحاول كشف الغموض عن نظريته العظيمة.