الأحد، 5 أبريل 2015

الطريدة/ خيال علمي / ح3

الطريدة 3

نجح وينبرغ وعبد السلام وشلدون غلاشكو في تفجير اللغز الأول في دمج القوى الجديدة في عالم المعرفة : القوة الضعيفة والكهرومغناطيسية "الكهروضعيفة"، لقد كانوا مجرد حلقة من مسلسل الجوع الكبير للمعرفة والذي يزداد دائما.

كانت الدكتورة زينب ذات الأربعين ربيعا أكبر حالمة في عصرها حين بدأت تفكر بطريقة جديدة وغريبة إثر مشروعها المهتم  بلوغاريتميات الدماغ البشري .. وكلفها الإيغال في المشروع والإصرار عليه سمعة غريبة بين زملائها في الطبقة العلمية كمهووسة بالشذوذ العلمي واختراع مواضيع غريبة لا علاقة لها بالعلم بالنسبة لهم .. كما تلقت الدكتورة في نفس السياق إنذارات كثيرة من إدارة الجامعة العاملة فيها.
 قاتلت الدكتورة فترات كثيرة بفضل تصميمها وإرادتها ثم بالدعم القليل الذي حظيت به من قبل بعض الأوجه العلمية الغريبة المشابهة لها وكان من بينهم الدكتور مصطفى الذي يجري أبحاثه الخاصة بتمويله الخاص واستغلالا للعقارات والمنشآت التي ورثها عن أبيه.
***
في اليوم الموالي كانت الدكتورة في شقتها الواقعة في عمارة وسط المدينة ويبدو أن 6 ساعات مضت عليها وهي في حوار شاق مع لوحة التطبيقات التي تطور عليها تصوراتها في اللوغاريتمات التي تعمل عليها ، كانت جالسة وتتحسس الكمبيوتر ثم خاطبته بقرارها:
-         221221 لقد اخترت فريقي للمهمة التي تطلبها الأرض عام 2221 وهذا يمكن اعتباره إشعارا بموافقتي على التعاون .. الآن أخبرني ما لمطلوب.
-         طبعا.. لنبدأ من النهاية : إن تأثر الطبقة المركزية للأرض المكونة من الحديد والنيكل المنصهران في قلب الأرض فإن نقصان كميتها يخلق مجالا مغناطيسيا غير مستقر يدور في دوامة من توالد المجالات الكهربائية والمغناطيسية بطريقة متناوبة .. الأمر الذي سيجعل درع الأرض غير مستقر فتزداد قوته إلى أقصى درجة ثم تتناقص إلى أدنى درجة في وقت وجيز وأحيانا يصل الوقت لساعتين .. يبدو إذا أن الأرض ستنقذها فقط تكنولوجية تضبط التغيرات وتعيد مجالا مغناطيسيا ثابتا للأرض لحمايتها وبنفس قوة مجالها السابق.
-         يبدو لي الأمر ممكنا إن تم حساب التغيرات بشكل دقيق ثم تطبيق المجالات المعاكسة بالأسلوب الجيبي المعهود ــ قالت الدكتورة ــ
-         طبعا، .. يبدو هذا حلا ظرفيا وقد تم العمل عليه لكنه ليس نهائي فليس هناك من الطاقة الآمنة ما يكفي لإبقاء المجال ثابتا بالطريقة الجيبية التناسبية مع التغيرات اليومية،  هناك دائما أضرار بالحياة وبالأرض.
-         ماذأ نفعل إذا ؟ !
-         طبعا،,, عليك أن تحاولي التفكير معنا .
-         الطاقة المظلمة ، لا شك أن التكنولوجيا عندكم صارت تسمح باستخدامها بشكل كبير وآمن،
-         نعم لكن في نطاقات قليلة، نحن نستخدمها في الصناعات المحدودة فقد أكدت حساباتنا إن استخدامها في صناعة مجال مغناطيسي ثابت للأرض سيجعل الأرض تلتطم بالشمس بعد أربعين ألف سنة من لحظة بداية التجربة.
-         إذا نحتاج تكنلوجيا مستقبلية ربما نعثر عليها عن طريق اللوغارتمات الدماغية، فهي قد تؤمن لي فهما أوسع بما قد تفكر في الأجيال القادمة بشكل أكثر دقة .. إنها محاولة للتفاعل المنعش مع العقول المستقبلية، سأحتاجك وستعمل معي ربما 3 أسابيع لوضع التصور النهائي لإكمال هذا المشروع وسأساعدكم في المقابل .
عادت الدكتورة للغرق في تفكيرها وهي بانتظار الزائرين الذين ضمتهما لفريقها في إنقاذ عالم 2221، ودخل الصديقان محمود ومصطفى وقد ظهرت على الأخير علامات الإعياء الشديد وحاول كفاحه بالبدء في المطبخ حيث أعد قهوة مركزة.
أوضحت الدكتورة ببساطة للصديقين أنها كانت مخطئة في ظنها السابق وعن عزمها على مساعدة العالم في المستقبل.. ثم همست في صوت خفيت :
-         لقد استخدمت تحليلا انطباعيا متسرعا ربما لأني أكره عبارة "حسنا" ـ ثم ابتسمت ـ
كان عليها التأكد من أن فريقها الذي اقترحته على الكمبيوتر 221221 مستعد للمضي قدما وبعد أن سمعت الموافقة منهم كان عليها أن توضح لكل منهما ما عليه عمله .
كان على مصطفى أن يعود للتجارب حول محاولاته تصميم فراغ كامل مسحوب الطاقة وأن يحضر تلك الحجيرة في ظرف اسبوع أو اثنين ، وكان عليها أن تكمل مشروعها حيث تتوقع أن يساعدها في ذلك 221221 ..  ولم يبقى على محمود إلا أن يبقي فمه مطبقا بشكل كامل لكنه حاز إيماءة غير مفهومة من الدكتورة التي أعطته ذلك الاعتبار الرمزي الخادع كمنقذ للعالم ، وطبعا ما كانت لتتركه يجد الإحساس بلا أهميته في الموضوع فقد اقترحت مهمات جديدة غير مفيدة ـ كما توقعت ـ كجمع الجرائد التي تنشر أخبار الطقس في السنوات الأخيرة.

مر يومان .. ثلاثة أيام .. أربعة ... أسبوعان ، وانتهى كل شيء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق